جماليات التناص في شعر مصطفى الغماري

جماليات التناص في شعر مصطفى الغماري

بين يدي الكتاب

 مصطفى الغماري وجه لامع من وجوه الأدب الجزائري المعاصر، وتجربته الشعرية التي امتدت إلى أكثر من خمسة عقود من أهم التجارب الشعرية في ثرائها، واتساع مساحتها، وتنوّع موضوعاتها ومضامينها، فقد كتب القصيدة العمودية والحرة، وامتاح من التشكيلات اللغوية الكثيرة لمختلف المذاهب الأدبية، وتأثّر بواقعه تأثُّرا عميقا، وكانت دواوينه تسجيلا أمينا لبيئته السياسية والاجتماعية والثقافية مع كلّ ما تحمله جوانحه من تمرّد على هذا الواقع وثورة على مفاسده، وتعبيرا صادقا عن تماهيه مع قضايا أمته من المحيط إلى الخليج، وتوحُّده مع آلامها وآمالها في معركة إثبات الوجود.

والتناص عند الغماري تقنية حديثة وظّفها الشاعر توظيفا فنّيا فيه كثير من المهارة والإبداع، إذ أن حضوره في شعره ليس مجرد تضمين أو اقتباس أو حشو لرموز تاريخية وأدبية بل هو عملية امتصاص إبداعية يصهرها بموهبته ويدمجها ببراعة في نصوصه ويحمّلها تجربته الوجدانية بكل أبعادها فلا تكاد تظهر ظلالها الأصلية إلا لذوي الحس النقدي المرهف والثقافة الموسوعية، مما أكسب التناص عنده جماليات بارزة نجدها واضحة في تناصّ أشعاره مع القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر العربي القديم منه والحديث، والتاريخ الإسلامي بكل زخمه البطولي وألقه الحضاري، والتجربة الصوفية بكل رموزها وغموضها، دون أن نفتقد الحضور الواضح للثقافة العالمية القديمة والمعاصرة بشخصياتها وأحداثها.

المواضيع

  • المرجعيات الفكرية والفنية
  • التناص الديني
  • التناص الصوفي
  • التناص مع الشعر العربي
  • التناص التاريخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *