ابن معطي الزواوي الجزائري

يتناول هذا الكتاب سيرة علم من أعلام الدراسات اللغوية وأحد نوابغها ومجدّديها وهو يحي بن عبد المعطي الزواوي الجزائري (ت628ه) المشهور بابن معطي اللغوي، النحوي، الشاعر، الأديب، ويعرفنا على أهمّ محطات حياة هذه الشخصية العلمية الفذّة التي لم تحظَ بما يليق بها من الاهتمام والدراسة. ومن خلال البحوث والدراسات التي تضمّنها الكتاب نتعرّف إلى أهم محطات حياته منذ أن كان طالبا في مساجد بجاية التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها تحت راية الموحّدين، ونرافقه في رحلته إلى الشام حيث استقرّ في دمشق في ظلال الدولة الأيوبية واستكمل رحلته العلمية فظهر نبوغه وتفتّقت عبقريته وقصده طلاب العلم من كل حدب وصوب ووضع المصنّفات في مختلف العلوم والفنون، وبرز تفرّده في الدرس اللغوي الذي توّجه بمنظومته النحوية المشهورة التي سمّاها (الدرة الألفية)، والتي سجّل فيها ريادته في طريقة النظم، وفي التسمية، وفي حسن السبك، وجمال الأسلوب، والوضوح، وخطَّ فيها لكل من جاء بعده منهجية جديدة في تيسير النحو على طلابه، وظهر فيها مستوعبا لعلوم العربية، مدركا للاختلافات الواقعة بين مدارسها، محدّدا لنفسه خطًّا مستقلاًّ مدعّما بالحجة الواضحة والدليل القويّ. ونصل معه إلى آخر محطة في حياته حينما استصحبه الملك الكامل الأيوبي الذي أعجب بعلمه إلى القاهرة التي قضى فيها آخر أيامه، ودفن بها بعد أن أمضى سنين عمره طالبا جادا، وأستاذا متصدرا للتدريس والتأليف.