نظرية الشعر

  تميز النقد المغربي القديم بالثراء سواء أكان ذلك على مستوى الأعــلام (الشخصيات الناقدة) أو على مستوى المؤلفات، وابن رشيق من أهم الشخصيات الناقدة في المغرب العربي خلال القرن الخامس الهجري، ومؤلفاته خير دليل على ذلك، فما زالت محل دراسة وتحليل إلى يومنا هذا وذلك نظرا لآرائه القيمة في الميدان النقدي، وكذلك تميزه بوضوح الرؤية في طرحه النقدي حول الشعر، وهذا ما تجلّى من خلال كتاباته المختلفة، فتصوراته النقدية في “العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده” و”أنموذج الزمان في شعراء القيروان”، و”قراضة الذهب في نقد أشعار العرب”، وكل ما بناه حول الشعر  يمكن أن يشكل نظرية متكاملة في الشعر فإنتاجه في هذا الحقل يملك العناصر التي تسمح باستعمال هذا المصطلح لوصفه، وتأسيسا على ما سبق ذكره فإن هذه الدراسة سعت إلى رصد آرائه حول نقد الشعر، وذلك لتوضيح تصوره النقدي وتوضيح معالم شخصيته النقدية وتوجهاته الفكرية، ومعاييره النقدية، وبخاصة فيما يتصل بمفهوم الشعر، ووظيفته، ومفهوم الإبداع، وأهم القضايا النقدية وعلاقتها بالإبداع، ومقومات البناء الأسلوبي والتشكيل الإيقاعي للخطاب الشعري، وأهم الأوجه البلاغية التي أسهمت بشكل واضح في تكوين الصورة الشعرية وأهميتها في تكثيف الدلالة، ودورها في تحقيق الغموض الإيجابي في الخطاب الشعري