
اللغة العربية في الجزائر، الإكراهات والتحديات
بين يدي الكتاب
هذا الكتاب محاولة لرصد واقع اللغة العربية في الجزائر في العصر الحديث، وتتَبُّع مسارها منذ الاحتلال الفرنسي إلى يومنا هذا، والوقوف عند أهمّ المحطات التي حدّدت هذا المسار لمدة تقارب قرنين من الزمان من خلال فصوله الثلاثة. فقد توقّف الفصل الأول عند قضية نراها مهمة جدا وهي مركزية اللغة العربية في المشروع النهضوي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي كان ردَّ فعل حضاريّ قويّ على مشروع الفَرْنَسَة الذي تبَنَّتْهُ إدارة الاحتلال وكاد أن يطوي العربية في طيّ النسيان، وبفضله استعادت اللغة العربية حضورها في العقول، ووجدت طريقها إلى الألسن، ووقفت حجَرَ عثرة في وجه المدّ الفرنسي، أما الفصل الثاني فقد توقّف أيضا عند قضية أكثر أهمية وخطورة وهي قضية الدعوة إلى استعمال العامية كبديل عن اللغة العربية في الجزائر، والتي عوَّل عليها الاستعمار كثيرا منذ دخوله إلى الجزائر، حيث ظلّ يدعو إليها ويشجعها، ويجنِّد لها طاقاته العلمية الاستشراقية، ويحشد لها الأنصار حتى ما بعد الاستقلال، وما زالت إلى اليوم تُشكِّلُ تحدِّيا خطيرا يؤرِّق مسار اللغة العربية، في حين تناول الفصل الثالث واقع اللغة العربية في الجزائر بعد الاستقلال، وما واجهها من تحديات عديدة وإكراهات كثيرة، حيث ظلّت مُحَاصَرَة ومُهَمَّشَة من طرف التيّار الفرانكفوني الذي لم يَاْلُ جهدا في محاربتها بطريقة عَلَنية مكشوفة لا تخفى على أحد.
الفهرس
مركزية اللغة العربية في المشروع النهضوي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
الدعوة إلى العامية في الجزائر ومخاطرها الحضارية على اللغة العربية
واقع اللغة العربية في الجزائر بعد الاستقلال ورهانات المستقبل