الصورة في الخطاب التربوي وبرامج التعليم الجزائرية

 يحاول هذا الكتاب أن يقف عند مركزية الصورة في تشكيل شخصية الطفل في مرحلة التعليم الابتدائي باعتبارها ثقافة بصرية تستهدف الأبنية الفكرية والنفسية والاجتماعية للمتلقّي. وقد اكتسبت الصورة على مرّ التاريخ مكانة متميزة في تحقيق التواصل وتمرير المعارف، وازدادت أهميتها في العصر الحاضر الذي استحالت الحياة فيه إلى شبكة معقدة من الصور بمختلف أنواعها، وشغلت حيزا ضخما في حياة الإنسان لقدرتها الخارقة على التعبير والتأثير وإنتاج المعنى في الوقت نفسه، لكونها لغة مفهومة لدى العام والخاص، ولدى الصغير والكبير. وقد أهلتها هذه المميزات إلى أن تتحوّل إلى وسيلة أساسية من وسائل تحصيل المعارف، وبخاصة في عصر التكنولوجيا التي فعّلت وظيفة الصورة بكل أشكالها وأنواعها ومجالاتها، واستفادت منها مناهج التعليم التي وجدت فيها أسلوبا تطبيقيا رائعا يساعد المتعلّم على اكتساب المعارف دون حاجة لقواعد نحوية ولا أبنية صرفية.

ويتضمن هذا الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتناول موضوع الصورة في الخطاب التربوي وبرامج التعليم الجزائرية في مرحلة التعليم الابتدائي، وتعالجه من مختلف الزوايا، وتدرس مدى حضور الصورة التعليمية في برامج التعليم الجزائرية لمرحلة التعليم الابتدائي ووظيفتها الدلالية، ومدى قدرتها على تعزيز دافعية التعلُّم لدى التلميذ، ودورها في تنمية مهاراته الإنشائية وكفاءاته التعليمية، وفاعليتها في تحقيق الكفاءة التواصلية لديه، و في ترسيخ عناصر الهوية الوطنية في وجدانه، وخصوصية الصورة التعليمية في المرحلة الابتدائية، وغيرها من القضايا المهمة التي تدور حول هذه المحاور.