العلوم الإسلامية في الجزائر : تاريخها – أعلامها – مصادرها.
E1201400
مقدمة :
يعتقد كثير من الناس أن الجزائر لا حظ لها في العلوم الإسلامية ، ويظنون أن نصيبها منها ضئيل جدا ، وأنها لم تعرف – خلال تاريخها – مساهمة جادة في هذا المجال . غير أن الحقيقة عكس ذلك تماما.فقد دلت الآثار والدراسات التاريخية والأبحاث الثقافية أن الجزائر قد أسهمت بقسط وافر في خدمة وترقية العلوم الإسلامية ، وأنجبت علماء فطاحل نبغوا فيها وأبدعوا في مجالاتها المختلفة على مر العصور، وفي مختلف الدول والحواضر وبلغوا في ذلك مبلغا عظيما بوأهم مكانة متميزة ، وترقوا في مدارج الإبداع حتى ضاهوا باقي العلماء الأعلام الذين يفتخر بهم العالم الإسلامي .
والتاريخ يشهد أنه لم يمر وقت طويل على الفتح الإسلامي للجزائر حتى انتشرت الثقافة الإسلامية بين أبنائها الذين أقبلوا عليها بشغف كبير ، وأبدوا استعدادا عاليا لاستيعابها ثم المشاركة فيها . وقد أدى احتضان الجزائريين وأبناء المغرب العربي الكبير للثقافة الإسلامية بمختلف فروعها إلى تحول منطقة الشمال الإفريقي لمركز إشعاع حضاري شكل رافدا ثريا من روافد هذه الثقافة .
وقد غطت جهود العلماء الجزائريين جانبا كبيرا من العلوم الإسلامية . وكان التفسير وعلوم القرآن واحدا من أهم العلوم التي استقطبت اهتمامهم ، فانكبت طائفة منهم على القرآن الكريم منذ وقت مبكر يشرحونه ويفسرونه ويحلونه من أنفسهم محلا عظيما ، ويولون أهمية كبيرة من علماء الجزائر على مر العصور.
وحظي الحديث النبوي الشريف هو أيضا بعناية الجزائريين الذين حفظوه ورووه ودرسوه، واهتموا بالكتب الصحاح التي جمعته وبخاصة منها صحيح البخاري الذي نال من الاهتمام ما لم ينله غيره من كتب الحديث من حيث الشروح والتعاليق والاختصارات والبحوث التي كتبت حول مشكلاته وألفاظه وإسناده وتراجم رجاله وما إليها ، حتى إن أول شرح للبخاري كتبه الجزائري أحمد بن نصر الداودي (ت 402 ه) .
وأبدع الجزائريون في مجال الدراسات الفقهية وكانت لهم صولات وجولات ،وبخاصة في الفقه المالكي الذي غلب عليهم منذ تسلم إدريس بن عبد الله زمام الدولة الإدريسية ودعا إلى إتباع الإمام مالك والعمل بروايته في الموطأ، وقد خلف لنا الفقهاء الجزائريون آثارا خالدة في هذا المجال تنم عن سعة علمهم ، ومقدار اجتهادهم وحرصهم الشديد على أن يواكب الفقه الإسلامي تطورات العصر وتجدد أساليب الحياة حتى تظل الشريعة الإسلامية هي المنهج الأمثل الذي يوجه الناس.ومن أبرز هذه الآثار نذكر كتاب (( الدرر المكنونة في نوازل مازونة)) ليحي المازوني الذي يعد مرآة عاكسة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجزائر في القرن التاسع الهجري (15م) ، وكتاب (( المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب )) لأحمد بن يحي الونشريسي .
أما علم العقائد فقد كان من بين العلوم الشرعية التي اهتم بها الجزائريون وأكثروا من التأليف فيها .وهم – في أغلبيتهم الساحقة – على المذهب الأشعري الذي دخل بلاد المغرب العربي على يد تلاميذ أبي بكر البقلاني(ت403 ه) ، وقد آمنوا بالمدرسة السنية الأشعرية منهجا ومادة . ويعد أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي معلما بارزا من معالم تطور علم العقائد في الجزائر ، وهو يمثل مدرسة قائمة بذاتها في هذا الميدان ، ليس في المغرب العربي الكبير وحده وإنما في بلاد إسلامية كثيرة، حيث ظلت مؤلفاته تسيطر سيطرة تامة على الدارسين لهذا العلم لقرون عديدة .
وبذلك يتبين لنا أن أجدادنا قد أبلوا بلاء حسنا في العلوم الإسلامية ، وأبانوا عن مقدرة فائقة على الإبداع فيها ، والإسهام في مد تيار الثقافة الإسلامية بدماء الحياة المتدفقة عبر العصور ، ويتبين لنا – في الجانب الآخر- مدى تقصيرنا المشين في الكشف عن هذا التراث الفكري الزاخر الذي ما زال يقبع تحت ظلمات الإهمال والنسيان لأننا نجهل لحد الآن قيمة ما خلفه لنا عظماؤنا من آثار في هذا المجال ، ونبرر جهلنا بالتزهيد في مدى مساهمة الجزائر في الحضارة العربية الإسلامية .
ويطمح هذا المشروع إلى دراسة العلوم الإسلامية في الجزائر من خلال ثلاث جوانب: الجانب الأول يتمثل في التأريخ لهذه العلوم والتعريف بالمراحل المختلفة التي مرت بها . ويهتم الجانب الثاني بالبحث في أعلامها و مشاهيرها
و الترجمة لهم و التعريف بمكانتهم العلمية و أهميتهم و رصد آثارهم ، بينما يركز الجانب الثالث على دراسة مصادر هده العلوم و أمهات كتبها.
أهداف المخبر : يهدف المخبر إلى :
· – التعريف بالعلوم الإسلامية في الجزائر منذ الفتح الإسلامي إلى الاستقلال الوطني.
· – التعريف بعلماء الجزائر و نوابغها في مختلف العلوم الإسلامية .
· – التعريف بمساهمة الجزائر في الحضارة الإسلامية.
· – تعريف الجزائريين بتراثهم الوطني.
· – تحقيق المخطوطات ذات الصلة الوثيقة بالعلوم الإسلامية.
· – المساهمة في إحياء التراث الوطني و تشجيع حركة البحث العلمي.
الكلمات المفتاحية :
1- علوم القرآن . 2- القراءات القرآنية.
3- الناسخ و المنسوخ . 4- التفسير و المفسرون.
5- إعراب القرآن . 6- إعجاز القرآن.
7- الدراسات القرآنية. 8- اتجاهات التفسير.
9- أسباب النزول . 10- أحكام القرآن.
11- علوم الحديث. 12- مصطلح الحديث.
13- موطأ مالك و شروحه. 14- رواية الحديث و رجاله.
15- كتب الحديث. 16- العقائد.
17- المدرسة السنوسية في العقائد. 18- المذاهب و الفرق.
19- التصوف. 20- المدارس الصوفية.
21- الطرق الصوفية. 22- الزوايا.
23- طبقات الصوفية. 24- الفقه الإسلامي.
25- الفقه المالكي. 26- المذاهب الفقهية.
27- القواعد الأصولية و الفقهية. 28- علم أصول الفقه.